لقد أصبحت (الرواية) الجنس الأدبي الأكثر أهمية وجاذبية, والأوسع انتشاراً, تأليفاً وقراءة, وتُعد (العلاقات الحضارية) من الموضوعات الأثيرة التي تحظى بعناية الدارسين في ميدان الدراسات الأدبية وغيرها من ميادين البحث الإنساني. وقد جمعهما الأديب والباحث الأكاديمي (أ.د فليح كريم الركابي) أستاذ الأدب الحديث في كلية الآداب- جامعة بغداد, في كتابه الجديد (تجاذب الحضارات في الرواية العربية الحديثة), متخذاً من موضوع التأثيرات الحضارية الثقافية مدخلاً لدراسة متعددة الجوانب في الرواية العربية. يبدأ الباحث بمهاد نظري يمهد لفصول كتابه الخمسة, يعرض فيه خلاصة عامة في النقد الأدبي, يتقدمها موجز يبين فكرة التجاذب, وأنواع المؤثرات الثقافية الحضارية الخارجية, وموقف الأديب العربي منها, وأثرها في نتاجه الروائي المكتوب في الغربة. يدرس الفصل الأول الصراع الحضاري في رواية (من يوميات السيد علي سعيد) للدكتور عدنان رؤوف (العراق) التي تعالج صراع الحضارة الأوربية والحضارة العربية الإسلامية. ويدرس الفصل الثاني جانباً مختلفاً, فهو يتناول فكرة التآلف الحضاري في رواية (أبعد من ذاكرة المدينة) للكاتب مفيد نحلة (الأردن). ويكشف الفصل الثالث عن علاقة موضوع الرواية ببنائها الفني, عندما يتناول الأزمة الحضارية في البنية الروائية, عبر تحليل رواية (نورا) للدكتور ناجي التكريتي (العراق). أما الفصل الرابع -الذي جاء تحت عنوان مقاربات نقدية- فقد جمع جوانب عدة, تندرج تحت موضوعه الرئيس, كالعولمة وغيرها, متناولاً عدداً من الروايات العربية, المختلفة في تعاملها مع الحضارة الغربية, وأثرها في مجتمعاتنا. ويتناول الفصل الخامس الغزو الحضاري, متمثلاً بالغزو الفرنسي للجزائر, ومحاولات طمس هويتها الثقافية, وقد اختار الباحث رواية (ضمير الغائب) للروائي الجزائري واسيني الأعرج, التي تظهر فيها آثار ذلك الغزو, ومخلفاته التي لم تزل بزوال الاحتلال. صدر الكتاب عن دار ضفاف للنشر (الشارقة), وقد حرص المؤلف على الدقة والوضوح ومراعاة المعايير المنهجية الأكاديمية.

الرواية نت

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم