صدرت عن دار الآن ( فبراير 2016 ) رواية “صخرة نيرموندا” للروائي والتشكيلي بكر السباتين بدعم من وزارة الثقافة الأردنية.. وجاءت في (256) صفحة من القطع المتوسط.. الرواية تحمل رؤية إنسانية من خلال بطلها سعد الخبايا الذي دأب طوال حياته يبحث عن الحب المستحيل ليذوب في الموت عشقاً بحب يافا الفاتنة.. وأميرتها الأسطورية “نيرموندا” التي أسرها الغزاة بربطها على صخرة حملت اسمها.. لتمنحه طاقة الانبعاث لكي يتمسك بحبه الواقعي لبلقيس التي خرجت له من خبايا الأرض.. وتبدأ رحلة البحث عن حبه من خلال تقصيه لحقيقة الطفلة عبير التي شحذ لها السكين لتخبره مرتعدة بأن “والدها يريد ذبحها بها”.. فتتشعب رحلة البحث هذه لتغرق بطل الرواية في هموم المدينة وتداعيات سقوطها في يد الصهاينة، وخاصة أنه اتهم بثلاث جرائم مترابطة.. ويمكن إدراج الرواية في خانة (الواقعية السحرية) نظراً للغتها السردية المليئة بالصور الشعرية المبهرة.. واحتفائها بالأساطير والرموز الكنعانية واليهودية ذات الدلالات الإنسانية والتاريخية..وتوظيف طائر الوقواق في تحديد ملامح المحتل برؤية فنتازية ولغة سردية شعرية سهلت على الراوي (العالم) التنقيب في الأعماق ووصف مدينة أعدمت ملامحها.. وقد قال عنها سعد الدين شاهين في تقريض له على الغلاف بأنها”رواية ملحمية محكمة البناء، تضجُّ فيها الحياة عبرَ أزمنةٍ متداخلة، وأمكنة متشظية،فتستيقظ حكاية الأميرة “نيرموندا” كي تبعثَ في البطل المحبط “سعد الخبايا” طاقة الصمود والانبعاث، من خلال حبه لبلقيس. كتبت الرواية بلغةٍ سرديةٍ مدهشة، تمازج فيها البوحُ بالصور الشعريةِ المفعمةِ بالرموز الكنعانية واليهودية…. وقد حلق في سمائها عنصرُ التشويق المجنح بالخيال. فقط!! ما عليك إلا أنْ تدخلَ عالمَ هذه التحفة الأدبية؛ لتبحث مع “سعد الخبايا” عن الطفلة عبير، في فردوس يافا المفقود”. فيما أشادت بها الكاتبة مجدولين أبو الرب في تقريض لها على الغلاف منوهة إلى أنه “على مدى حوالي سبعين عاماً، بعد نكبة 1948، ظلت ذاكرة مدينة يافا مُشتعلة، وها هو بكر السباتين في “صخرة نيرموندا” يُعيد صياغة ذلك الواقع البهيّ الذي شهدتهُ المدينة قبل النكبة، لنستعيدَها في أذهاننا مدينةً حيّةً، وحالةً حضاريةً مُشرقة. أكثر ما يلفت النظر في هذه الرواية هو التسجيليّة المذهلة للمكان والزمان، إذ نعيش فيها تفاصيل تثير الدَّهشة، فنتجوّل في أحياء يافا وحاراتها، بحرها ومينائها، جلبة السفن وحركة البحّارة والعمّال، أسماء الشوارع بمنعطفاتها ونواصيها، محلاتها، مساجدها وكنائسها ومدارسها، ونشهد حراكها الاجتماعي والوطني، والتعدُّدية الإثنيّة والطائفيّة، ومحاكم الانتداب التي لا همّ لها سوى تجريم الفلسطينيين فيما تحمي هجرة اليهود غير الشرعيّة. يُدخلنا السباتين بيوتَ يافا الحجريّة بسقوفها المائلة المسقوفة بالقرميد الأحمر، ونقف على شرفاتها المطلّة على البحر والمزخرفة بالمشربيات، لنرى صخرة نيرموندا قُبالة جبل القلعة. وقد برع الروائي في الوصف حدّ الدّهشة، حتى إن أريج برتقال يافا يعبقُ في ثنايا صفحات الرواية. هنيئاً ليافا هذا الحضور، فثمَّة مَن يحفظها في قلبه وذاكرته، يستلّها مِن قلبِ زمنٍ مضى ومخالب تفترسها، لنعيشها مدينةً حيّةً تتنفَّس. يافا لم تمُت يوماً، فما زالت بحقّ ذاكرة لا تَبور”.. والروائي والتشكيلي بكر السباتين عضو رابطة الكتاب الأردنيين .. واتحاد الكتاب العرب.. والمنظمة العربية لحقوق الإنسان..يكتب في عدة مواقع وصحف عربية.. له العديد من المؤلفات السياسية والعلمية والأدبية.. كرم في العديد من المحافل العربية والمحلية.

عن صوت العروبة

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم