رواية 'ذاكرة الجدران' ترصد جانبا من مصر الليبرالية في حفاوتها بالنساء المجيدات في الطب والأدب والفنون، وتميل الرواية إلى الإشادة بتلك الفترة.

القاهرة- عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، صدرت رواية بعنوان “ذاكرة الجدران”، للكاتبة المصرية إقبال بركة، الرواية مهداة “إلى كل الحالمين بمستقبل أفضل لمصر بعد 25 يناير و30 يونيو”، في إشارة من المؤلفة إلى احتجاج أنهى حكم مبارك وآخر أدّى عام 2013 إلى عزل الرئيس المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي. تقول المؤلفة إنها حاولت الكتابة في هذه الرواية عن الإسلام والعداء الغريب المفتعل ضدّه، والعداء ضدّ المرأة، وإن فعل المقاومة لديها هو الكتابة. وتؤكد أنها كتبت روايتها الأخيرة منذ سنة، وحاولت جمع الشتات الموجود في مصر بين الرجل والمرأة، وتدور فكرتها الأساسية منذ عام 1930 حول أسرتين إحداهما مسلمة والثانية مسيحية، وكيف تعايشتا سويا داخل مجتمعنا مرورا بالعديد من الأزمات التي لم تؤثر على علاقتهما.

وتشير بركة إلى أن “ذاكرة الجدران” هي كل ما تحفظه الجدران بين حوائطها والناس لبعضهم البعض، وشعرت أنها تكتب قصة مصر على المدى الطويل، قصة بلد يتفاعل مع بعضه البعض، ومع الزمان والمكان، وتمنت أن تقرأها الأجيال الجديدة كي تعرف ثمن الحرية الكبير.

تبدأ الرواية بغربة نفسية وأسى ووحدة يشعر بها مكرم وهو محام فاشل اعتزل مهنته، وقطع صلاته بمن حوله بعد موت زوجته فيولا، وهجرة أقرب أصدقائه، فلا يجد عزاء إلا في استدعاء التحولات الاجتماعية والسياسية لمصر منذ جاء جدّه عوض جيد عبدالمسيح من محافظة أسيوط الجنوبية إلى العاصمة، لإتمام صفقة بيع محصول القطن فسحرته القاهرة وبنى بيتا في حي الزمالك الراقي، وسرعان ما افتتنت زوجته دميانة أيضا بالمدينة.

وتنتهي الرواية بأحد فصول الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011، ويسجل السطر الأخير أن الرواية “تمت ومازالت الثورة مستمرة” وهي نهاية مفتوحة.

وترصد الرواية جانبا من مصر الليبرالية في حفاوتها بالنساء المجيدات في الطب والأدب والفنون، وتميل الرواية إلى الإشادة بتلك الفترة وتسجل حنينا خاصا لكل من عاشها، دون أن يشعر بالتفرقة بين المواطنين وفقا للدين، وتحتفي بالوزير مكرم عبيد (1889-1961) الذي قال إن مصر “وطن يعيش فينا قبل أن تكون وطنا نعيش فيه” وسمي بطل الرواية مكرم تيمنا بعبيد وهو محام عاش سنوات الزهو حين “كان المرشح القبطي يفوز في دوائر كلها مسلمون”.

كما ترصد أيضا ما يسميه أحد أبطال الرواية “صرعة التدين” مع صعود جماعة الإخوان المسلمين إضافة إلى التمييز الطبقي. الرواية مستوحاة من تجربة واقعية عاشتها المؤلفة نفسها، ويعيشها آخرون ربما من حيث لا يدرون. لذلك يبقى السؤال: هل للجدران ذاكرة حقا.

عن صحيفة العرب

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم