صدرت مؤخراً عن دار النشر للجامعات رواية "الحب يأتى مصادفة" للأستاذ الدكتور حلمى محمد القاعود، أستاذ الأدب العربى والبلاغة والنقد الأدبى فى كلية الآداب جامعة طنطا، وكانت الرواية قد صدرت طبعتها الأولى عن سلسلة "روايات الهلال" سنة 1976، وهى تنتمى لأدب الحرب، وتحكى تجربة المؤلف الذى أمضى بالقوات المسلحة المصرية سبع سنوات على خط النار من 1976 وحتى شهوده نصر أكتوبر المجيد 1973 ..يذكر أن الدكتور حلمى كان من أوائل العرب الذين تناولوا حرب أكتوبر المجيدة فى عمل أدبى روائى رفيع شهد له كل النقاد، وكان من المأمول أن يواصل مسيرته الروائية بتقديم أعمال أخرى خصوصا وأنه تتلمذ على يد كبار الأدباء مثل: أحمد حسن الزيات، ويحيى حقى، ومحمد عبدالحليم عبدالله، وعلى أحمد باكثير، ويوسف السباعى، وغيرهم، إلا أنه شغلته أمور أخرى عن الإبداع... وفى هذا يقول د.حلمى: "كنت أعيش الهزيمة بدمي ودموعي، كتبت مجموعتين من القصص تراوحت بين الرمز والواقع، وكتبت رواية وحيدة اسمها "الحب يأتي مصادفة" نشرتها دار الهلال عام 1976م، وشغلتني كامب ديفيد وما تلاها من مآس عن مواصلة الكتابة الروائية والقصصية، لأني وجدت أن المقالة صارت ضرورية لمواجهة الانهيار السياسي والاجتماعي الذي ترتب على الصلح الأسود الذي جعل رئيسا مصريا كنزا للعدو الصهيوني، وجعل له أتباعا يؤيدونه، ويطالبون بإعلانه بطلا خالدا!".

وقد يقول قائل ما فائدة نشر رواية يفصلنا عنها أربعة عقود ويجيب عن هذا المبدع والناقد فرج مجاهد قائلاً: " ثمة أعمال إبداعية لا يستطيع الزمن أن يتجاوزها، لأنها تشكل بؤرة إضاءة في اتجاهين:

1- اتجاه الإبداع القادر على الحياة والاستمرار والسيرورة بفضل ما يملكه من قدرات فنية وإشارات إبداعية.

2- اتجاه الحدث كقيمة حياتية وإنسانية ومجتمعية، نهض بها العمل الإبداعي كفاية، واشتغل عليه لهدفٍ سامٍ، فأظهر سماته، وكشف أبعاده، وحدد منطوقه، وأقام حدوده، ورسم رد فعله في نفوس الناس عامة، ومبدعي الحرف خاصة".

إن نشر هذه الرواية فى الوقت الحاضر أمر صحى حتى نميز بين الخبيث والطيب من الأعمال الهابطة التى تناولت الحدث ولم تكن أمينة معه ومع ذلك مازالت تحظى بالجوائز والمناصب والرحلات وتهيمن على مفاصل الثقافة فى بلادنا..

عن  صحيفة دنيا الوطن

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم