الروائي الشاب حسام السقا استطاع في روايته أن يكشف أن الفساد طال جميع الحارات والقصور والنفوس والذمم والأخلاق.

القاهرة - صدرت عن دار الكتب، رواية "الفردوس الرجيم"، للكاتب المصري حسام السقا، أبطال الرواية من المتاجرين بصناعة الأدوية، أجانب ومصريين، كما نجد أبطال الحارة الشعبية بكل أوجاعها. تتحدث الرواية عن أنصاف الآلهة وأشباه الآدميين وعن النفع مقابل الدين وعن شركاء يتقاسمون الخراب وعن مرتع الآلهة، هذا هو ملخص الرواية التي تبدو مبكية، كمشرط جراح يقف حائرا حين يفتح جرحا غائرا لكنه يُصدم من هول ما يرى من عطن وفساد.

الكل يعرف أن مصر ينخرها الفساد منذ زمن طويل، لكن الروائي الشاب حسام السقا استطاع في روايته أن يكشف أن الفساد طال جميع الحارات والقصور، النفوس والذمم والأخلاق، لا ثوابت راسخة؛ كل المبادئ في مهب الريح، رواية تثبت أن لا صوت يعلو فوق صوت المصالح والمادة. تبدأ الرواية بالحديث عن ميولا ترباتوني ذات الـ33 ربيعا والتي تملك من المال ما ينعش كوكبا ميتا من أرباح أعمالها في مجال الأدوية عالية التقنية وأعمال المناجم الحجرية كما تصفها الرواية.

ميولا تلك يحبها شارلي إسحاق الفتى الإنكليزي الذي يدير ثروات أبيه في أنحاء شتى من العالم، حيث يدير من خلال منظمات أبيه الإنمائية عمليات التبشير في البقاع التي تعاني من الفقر والقهر وحرمان الخدمات، فيصحب الرهبان والقساوسة في حملاته الإنمائية التي يطوف فيها العالم. الغريب في الأمر أن معشوقته ميولا من الوثنيين الذين لا يقيمون للدين مقاما، ولا يعرفون للعبادة مسلكا. تتقاطع الخيوط، وتصبح هالة بطلة الحارة في الرواية من عناصر فريق المتطوعين لإجراء التجارب، وكانت هالة هي العنصر الوحيد الملائم لحالة ميولا.

وتنتهي الرواية بمصير ميولا الغامض بعد قفزها بالمظلة من طائرة كادت تتحطم بصحبة هالة، ميولا حية أم في عداد الموتى أو المفقودين، لم يستطع أحد أن يجزم بخصوص هذا الشأن قط. لكن الأمل رغم الفساد يبقى، هكذا تشي آخر عبارات الرواية “لعل الصورة تتبدل والغيمة تنقشع ونصبح قادرين على ألا نسقط في هفوات أو نزوات غيرنا أو شرور أنفسنا”.

عن صحيفة العرب

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم