بيروت - تهدي الروائية والقاصة شهلا العجيلي روايتها الجديدة “صيف مع العدو” إلى الرقّة، مدينتها السورية النائية والمدمّرة، كما هي باقية في ذاكرتها.

تتناول الرواية، الصادرة حديثا عن منشورات ضفاف، ومجاز، والاختلاف، حكاية ثلاث نساء، يتعرف القارئ من خلالها إلى مئة عام من تاريخ المنطقة العربيّة وما حولها، عبر سرد للتحوّلات الاجتماعيّة، والقضايا الوجدانيّة، وأطياف الحروب.

تعود المرأة الأربعينيّة “لميس” إلى طفولتها في مدينة الرقّة السورية، وتروي حكاية جدتها “كرمة”، التي كانت راقصة في فرقة بديعة مصابني الاستعراضية الشهيرة، وتتبع أصولها القسطنطينية، فـحرب القرم، ثم بيت لحم، وتجوب مع بديعة وفرقتها لتصل إلى بيروت، وتتعرف هناك إلى الآغا “إبراهيم”، وتركب سيارة البونتياك الزرقاء، وتعود معه إلى الرقة. ويعيش القارئ مع “لميس” ورفيقها “عبود” قصة بوليسية لا تنفك أسرارها إلا في نهاية الرواية.

ويمضي القارئ مع الحكايات الشائكة للآباء والأبناء، ويطّلع على تفاصيل حياة النساء، وأعماقهن المعتمة، ويسمع حمحمة الخيول، مع وقع خطى “نيكولاس” أستاذ الفهم الجماهيري للعلم فى جامعة ميونخ، الذى جاء متتبعا آثار الفلكي العربي “البتاني”، وباحثاً عن مرصده في مدينة الرقة، ليقدم السرد بصوته فكرة قيمة عن علم الفلك. ويمثّل “الخال نجيب”، الذي سمي على اسم الفنان نجيب الريحاني، أحلام جيل من شباب ستينات القرن العشرين ومآلاته، وانكساراته، وينقلنا إلى جغرافيا منطقة الفرات، وتاريخها العريق، وكشوفاتها الأثريّة.

تصل الساردة إلى كولونيا، بعد المواجهات الأخيرة في الرقة بين داعش وقسد (قوات سوريا الديمقراطية)، فيستقبلها الرجل الذي كان سبب شقاء طفولتها، ويعتني بها، وكذلك تفعل شقيقته الكاتبة الشهيرة “كارمن”، التي تحكي حكاية عائلتها التراجيديّة، راجعة إلى الحرب العالميّة الثانية من دانزيغ البولنديّة إلى فرانكفورت فـكولونيا. وتدخل كارمن القارئ أيضا إلى خزانة أسرارها، وتعرّفه إلى رجالها الثلاثة.

يُذكر أن شهلا العجيلي حاصلة على درجة الدكتوراه فى الدراسات الثقافيّة من جامعة حلب، وتعمل أستاذة للأدب الحديث في الجامعة الأميركيّة بالأردن. حصلت روايتها “عين الهر” على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب، التي تمنحها وزارة الثقافة الأردنية عام 2009، مناصفة مع رواية “نهارات شائكة” لإبراهيم العقرباوي، ووصلت روايتها “سماء قريبة من بيتنا” إلى القائمة القصيرة للجائزة العالميّة للرواية العربيّة (البوكر) عام 2015، وتُرجمت إلى الإنكليزية والألمانيّة.

وحصدت مجموعة العجيلي “سرير بنت الملك” جائزة الملتقى- الجامعة الأميركيّة فى الكويت 2017، وهي أرفع جائزة عربيّة للقصّة القصيرة. كما صدرت لها في الرواية “سجاد عجمي” 2012، وفي القصة مجموعة “المشربية” 2005، وفي النقد “الرواية السوريّة/ التجربة والمقولات النظريّة” 2009، وغيرها.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم