صدرت حديثاً عن دار الآداب، رواية جديدة للكاتب السوري وليد السابق بعنوان "ما بعد الخطيئة الأولى". وهي روايته الثانية. يُطلَبُ من جابر أن يتبَعَ رجلين إلى حيث شاشةٌ عملاقة، تَعرضُ حيواتِ جابر المفترَضَة. حيواتٌ ثلاث، وتبقى الأسئلة نفسها: هل الإنسان مسيَّر بفعل السُّلطة الغاشمة؟ وماذا نفعل إزاء الجوع والفقر والتشرُّد، وإزاء الطرد واليأس؟ بشكل سرديّ بعيد عن التنظير، تطرح هذه الرواية، مسألةَ الصمت واللاوجود.

من الكتاب: نحن نعلم السبب الذي دفع جابراً إلى أن يجعل زوج الطبيبة وغداً، وحقيراً. نعرفه حين تغوصُ قليلاً تحت السطح: حين نغوص في أوحال النفس البشرية. جابر أيضاً يعرفه لكنه يكذب على نفسه مدعياً الجهل. لتستمر الحياة. فقط لتستمر الحياة.

لو أنه جعل حياة الطبيبة مثالية، وسعيدة، لأحس بالهوة العميقة التي تفصله عن الآخر. لأحس بخساراته، وانكساراته، في مواجهة نجاحات الآخر. بكلمة أخرى، لأحس بقانون الاصطفاء الطبيعي الظالم، حياً في أحزانهَ.

جابر يدافعُ عن نفسه. شيء في لا وعيه يدفعه ليجعل حياة الطبيبة جحيمًا مُطلقًا. حتى وإن كانت الحقيقة مختلفة تماماً، فهذا ليس مهمًا. المهم هو ما نفكّر فيه، ونقنِعُ أنفسنا بهِ، نتبنّاه كدين أو عقيدة. وللمفارقة، يصبحُ الخيال حقيقة ووجودًا، ويصبحُ واقعًا كليًا، تمامًا كما الأحلام، تُخلَقُ الأحداث والمشاعر والأشخاص فجأة، وتغدو في أحلامنا حياة. تطفو من العقل الباطن بقوانين ما زلنا - أسفًا – نجهلها، وتعبثُ بنا، كما يعبثُ طفل برمل الشاطئ.

الرواية نت

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم