لندن - يشدّد الروائيّ الكردي العراقي عبدالكريم يحيى الزيباري على أنّ النقد في العالم العربي دون المقبول، ويقول إنّ النقد صار كأيِّ سلعة، لمن يدفعون الثَّمن نقداً أو من ماء وجوههم بالطلب والتملق للنقاد بشتى الطرق.

ويلفت في حواره مع الرواية نت إلى أنّه لم ينلْ شيئاً من النقاد، ولا يطلب منهم شيئا. ويضيف: ربما ينصفني الزمن بعد مئة سنة.

بأجوبة سريعة مقتضبة يحاول الكاتب والروائيّ عبدالكريم يحيى الزيباري عرض وجهات نظره في عدد من المسائل المتعلقة بالرواية والنقد والترجمة..

- كيف تقيّم تجربتك مع القراء؟

تجربة الروائي مع القراء، تدور في فلك دور النَّشر، والنُّقاد والمؤسسات الثقافية، خاصةً إذا كان الروائي ينأى بنفسه عن الترويج لنفسه والإسفاف المتعلق بذلك.

- ما أهم الأعمال الروائية التي أثرت في تجربتك الإبداعية؟ 

أكثر من أنْ تُعد، نذكر منها: الأخوة كارامازوف. يوليسيس. آنا كارينين بنسختها الكاملة. الدون الهادئ بنسختها الكاملة. رجل بلا صِفات. الطبل الصفيح. مئة عام من العزلة.

- ما الرواية التي تتمنى لو كنت مؤلفها؟ 

لم تراودني مشاعر ولا أحلام بامتلاك ما يملكه غيري. ولم أقل لنفسي ليتني كتبت هذه الرواية. لكن الكثير من الروايات التي قرأتها، أتفاجأ بأنَّ فكرتها قد دارت في رأسي من قبل.

- هل من رواية تندم على كتابتها أو تشعر أنك تسرعت في نشرها؟ ولماذا؟

لم أنشر غير ثلاث روايات فقط. ستظل لمتعة قراءة رواية ورقية مكانتها رغم أنف السينما واليوتيوب وغيرها.

- كيف تنظر إلى واقع النقد في العالم العربي؟ 

دون المقبول، النقد صار كأيِّ سلعة، لمن يدفعون الثَّمن نقداً أو من ماء وجوههم بالطلب والتملق للنقاد بشتى الطرق.

- إلى أيّ حدّ تعتبر أنّ تجربتك أخذت حقها من النقد؟ 

لم أنلْ شيئاً من النقاد، ولا أطلب منهم شيئا. وربما ينصفني الزمن بعد مئة سنة.

- كيف تجد فكرة تسويق الأعمال الروائية، وهل تبلورت سوق عربية للرواية؟ 

سوق الرواية العربية، هو أولاً سوق الأفكار، التي قال عنها الجاحظ "الأفكار مطروحة في الطريق". الأسلوب والصياغة واللغة الحداثية بعيدة عن تقييمهم. وثانياً هو سوق الجوائز، التي تتحكم فيها لجان تحكيم تعتمد الذوق ولا تواكب تطورات الرواية العالمية، وحين تجد فكرةً جديدة، لا تعرف هذه اللجان أنَّ عشرات بل مئات الروايات قد تناولتها حتى صارت بالية! وبالتالي لا وجود لسوق حقيقية للرواية العربية.

- هل تحدّثنا عن خيط البداية الذي شكّل شرارة لأحد أعمالك الروائية؟ 

التاريخ هو خيط البداية الذي شكّل شرارة روايتي (أغنيات الطريق إلى حلبجة/ 2014) حيث تناولت المدينة سنة 1908 بعيني الرحَّالة البريطاني الميجر سون، والذي صار فيما الحاكم العسكري لمدينة السليمانية. والتغييرات الاجتماعية بعد الحروب هي التي حفَّزتني لكتابة (شاب عارٍ يحمل بندقيتين/ 2015). والحركة المسرحية المتعثرة حفزتني لكتابة (ثلاثة أيام قبل الحريق)

- كيف تجد واقع ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى؟ 

الترجمة أسوأ من النقد، فهي مسألة تجارية تكاد تكون لا علاقة لها بالنظرية الأدبية، من حيث اختيارات دور النشر للأعمال التي تترجمها. وبالتالي يقبضون من مؤسسات الجوائز العربية لترجمة الأعمال الفائزة والترويج لها.

- يعاني المبدع من سلطة الرقابة خاصة (الاجتماعية والسياسية والدينية) إلى أي درجة تشعر بهيمنتها على أعمالك؟ وهل تحدّ من إيصال رسالتك الإبداعية وهل أنت مع نسف جميع السلطات الرقابية؟ 

لا توجد رقابة إلا الالتزام بالشرط الإنساني العام، وشروط النظرية الأدبية.

- ما هي رسالتك لقرّائك؟

رسالتي للقراء: كما بدأ الوحي الإلهي بفعل الأمر (اقرأ) اقرؤوا، فالحياة واحدة وقصيرة وغير كافية، وبالقراءة وحدها يمكننا التغلب على وحدانيتها وقصرها وتفاهتها.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم