مريم الزرعوني: الرواية ستظل تتربع في قلوب القراء
الرواية نت - لندن
تؤكّد الروائية والشاعرة الإماراتية مريم الزرعوني أنّ زمن الصورة يشكل بشكل أو آخر صدارة الرواية، وأنها المادة الغنية التي تغذّيه وكلاهما يدعم استمرارية الآخر.
وتلفت مبدعة (رسالة من هارفارد) في حوارها مع الرواية نت أن النقد في العالم العربي غالباً ما يبنى على مجموعة إصدارات تشتغل على الخط الإبداعي للكاتب و تطوره، وأنّ الناقد يتّجه عادة للكُتّاب في محيط علاقاته، والذين قطعوا شوطاً زمنياً لا بأس به، بعيداً عن الجدد في الساحة.
- كيف تقيّمين تجربتك مع القراء؟
لا أظن أنّ الرواية أخذت حظاً جيداً في القراءة لسببين رئيسين، كونها لفئة اليافعين، وهي فئة محدودة، يشكل اجتذابها لعالم الكتاب أمام المغريات الأخرى أمر فيه الكثير من التحديات، كما أنّ التسويق والتوزيع من قبل دار النشر لم يكن بالمستوى المرضي، ما أبخس الرواية حقّها. أقول ذلك في حين أنّ الرواية فازت بالمركز الأول عن أدب الطفل في جائزة العويس للإبداع الثقافي 2018.
- ما أهم الأعمال الروائية التي أثرت في تجربتك الإبداعية؟ ما الرواية التي تتمنين لو كنت مؤلفها؟ هل من رواية تندمين على كتابتها أو تشعرين أنك تسرعت في نشرها؟ ولماذا؟
لا شكّ أن القراءات جميعها في الرواية وغيرها من الأجناس الأدبية والمعرفية ترفد الكاتب بخزين لغوي وفكري يشحذ إبداعه ويؤثر فيه، فلا يمكنني أن أخص رواية بعينها، كلما قرأته كان دافعاً إما لتقصي نجاحه، أو لتفادي نقصه. أما عن الرواية التي تمنيت تأليفها فهي الرواية الموسوعية "الحرب والسلم" للكاتب الروسي ليو تولستوي.
- كيف ترين مستقبل الرواية في عالم متسارع يمضي نحو ثقافة الصورة؟
أظن أنّ الرواية ستظل تتربع في قلوب القراء فلا زالت تتصدر الأجناس الأدبية إقبالاً واهتماماً من الكتّاب والقراء وحتى النّقاد، وزمن الصورة يكرس بشكل أو بآخر صدارة الرواية فهي المادة التي تغذّيه وكلاهما يدعم استمرارية الآخر.
- كيف تنظر إلى واقع النقد في العالم العربي؟
في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت أًصبح النقد ممارسة لا تقتصر على المختصين بل جزءاً من مهام الصحفي، وكاتب العمود، والقارئ أحياناً، بحيث تحول إلى مراجعة أو قراءة انطباعية، تكاد لا تمُت لمناهج النقد العلمي الأكاديمية بصلة.
- إلى أيّ حدّ تعتبرين أنّ تجربتك أخذت حقها من النقد؟
لم يصلني بعد أي تناول نقدي لتجربتي في مجال الكتابة السردية أو الشعر، ولا أستغرب ذلك، فالنقد غالباً ما يبنى على مجموعة إصدارات تشتغل على الخط الإبداعي للكاتب و تطوره، وأنا لدي إصدار شعري واحد، وآخر سردي، كما أنّ الناقد يتّجه عادة للكُتّاب في محيط علاقاته، والذين قطعوا شوطاً زمنياً لا بأس به، بعيداً عن الجدد في الساحة.
- هل تحدّثيننا عن خيط البداية الذي شكّل شرارة لأحد أعمالك الروائية؟
روايتي الأولى كتبتها بمحض الصدفة فلم أكن أنوي الكتابة في هذا الجنس على وجه التحديد، بل كان نتاج انضمامي لورشة تدريبية في أدب الطفل، واقترحت أن أكتب حينها لليافعين بدل الطفولة المبكرة، وأستطيع أن أقول إن الشرارة كانت تجربتي الشخصية، التي حالما استحضرتها وجدت فيها جوانب غنية تصلح للعرض على عموم اليافعين.
- إلى أيّ تلعب الجوائز دوراً في تصدير الأعمال الروائية أو التعتيم على روايات أخرى؟
لاشك أن الجوائز داعم أساسي للعمل الإبداعي لا سيما الروائي، فهي جوازات مرور للعمل الأدبي تخولّه للاستحواذ على اهتمام القرّاء، ويوفّر جهداً تسويقياً لا بأس به على الناشر أو الموزّع. ولكن هذا لا يعني أن العمل الذي لم يحز على جائزة هو دون المستوى، بل إنّ ثمة أعمال ساقها الحظ للجوائز، بينما أخرى لم يهتم أصحابها بتقديمها أو تم استبعادها من الجوائز لاعتبارات لا تمت للإبداع بصلة.
- كيف تجدين واقع ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى؟
يمكنني أن أتحدث عن الأدب الإماراتي بالتحديد، حيث تشهد ترجمة الأعمال الإماراتية اهتماماً ملحوظاً وأخص بالذكر هيئة الشارقة للكتاب وجهودها الحثيثة لإيصال الكتاب الإماراتي إلى العالم، لكنني أعتقد أن البرنامج يفتقد المعايير والمنهجية لانتقاء الأعمال بغض النظر عن تغطية جميع الأجناس الأدبية، وأولوية الترجمة للأعمال الحاصلة على الجوائز أو المرشحة من قبل لجان تحكيم أو دراسات نقدية على أقل تقدير.
- يعاني المبدع من سلطة الرقابة خاصة (الاجتماعية والسياسية والدينية) إلى أي درجة تشعرين بهيمنتها على أعمالك؟ وهل تحدّ من إيصال رسالتك الإبداعية وهل أنت مع نسف جميع السلطات الرقابية؟
نعم حدث هذا مع إصداري الأول عندما ضمنت العمل علاقة عاطفية عابرة بين البطلة وأحد أقاربها الشاب الجامعي الذي يتواصل معها عبر برنامج الواتس آب، وتنتهي العلاقة بوعي عالي من الفتاة كان الهدف منها تعزيز الثقة لدى الفتيات المراهقات، وحسن التصرف في مثل تلك المواقف، فقد اعترض أحدهم قبل النشر واعتبر ذلك تشجيعاً على هذا النوع من العلاقات، الذي لا يتناسب مع ديننا ومجتمعنا على حد قوله، كما انتقدت ولية أمر في مجموعة قرائية عدم تعقيب المؤلف/ الراوي على تلك العلاقة أو تقديم النصح أو التوجيه، واعتبرتها نقطة سلبية في الرواية. وبالطبع أنا لا أحبذ الرقابة المتعنّتة من قبل أشخاص لا يمتون للأدب بصلة وتدفعهم انتماءات دينية أو اجتماعية عرقية، أو غيرها للمنع أو الفسح، كما أعتقد أن الكاتب الذكي يمتلك أدوات خاصة تمكنه من العبور من ثقوب الرقيب.
- ما هي رسالتك لقرّائك؟
ليس لديّ رسالة محددة في الكتابة ولا أوجه القارئ بكتابتي كما لا أوجه له أية رسائل فهو أذكى من أي سلطة يحاول الكتّاب فرضها عليه، سوى سلطة النص المجردة والتي تؤثر بدرجات متباينة قابلة للاختلاف استناداً على التأويل.
0 تعليقات