الرواية نت

يوصي الروائي المصري رؤوف مسعد قرّاءه بأن يثقوا بذائقتهم فقط، وبألّا يحكموا على كاتب من كتاب واحد، وألا يثقوا في الجوائز، ولا في النقاد الذين يكتبون بأجر من هيئات الجوائز ومن الناشرين..

وفي حواره مع الرواية نت، يعبّر مبدع "بيضة النعامة" عن آرائه بجرأة في راهن الرواية العربية، وكيف أن هناك انتقائية في النقد والترجمة..

ويشدّد مسعد؛ المقيم في هولندا، على أنّه ما يزال يرى مستقبل الرواية جيدا لأنّ الإنسان يريد ويبحث عن الحكي مستخدما الخيال..

- كيف تقيّم تجربتك مع القراء؟

هو سؤال صعب لأنّي لا ألتقي عادة بقرّائي إلّا فيما ندر، قد يكون حفل توقيع مثلا أو بالصدفة، وأنا بالمقهى.. لكن من ألتقيهم من القراء (القليلين) يُبدون لي التفهّم لما أكتبه خاصة في نطاق الكتابة الإيروتيكية.. لكني محروم من اللقاءات المباشرة بالقرّاء لأنّي أعيش في هولندا وأكتب بالعربية ولا أسافر مؤخراً إلى بلاد عربية سوى مصر، ولم تتم دعوتي إلى أيّ من المؤتمرات العربية سوى مرة واحدة لمؤتمر الرواية في مصر منذ سنوات.. 

- ما هي أهم الأعمال الروائية التي أثرت في تجربتك الإبداعية؟ ما الرواية التي تتمنى لو كنت مؤلفها؟ هل من رواية تندم على كتابتها أو تشعر أنك تسرعت في نشرها؟ ولماذا؟

أهم الأعمال الإبداعية التي أثرت فيّ هي رواية وليام فوكنر الصخب والعنف، وكذا رواية شتاينبيك شرقي عدن.. لم تؤثر فيّ أعمال عربية إلّا بقدر قليل..

أتمنى لو قمت بتأليف رواية الإخوة كارامازوف لدويستويفسكي، لأنّي أجد نفسي بها كثيرا ككاتب وقارئ (مع الاحترام لمؤلفها الأصلي الذي لا يباريه أحد).

أما الرواية التي تسرعت في نشرها فهي مزاج التماسيح.. لو قيض لي الجهد والطاقة الآن لأعدت كتابتها بشكل مختلف.

- كيف ترى مستقبل الرواية في عالم متسارع يمضي نحو ثقافة الصورة؟

ما أزال أرى مستقبل الرواية جيدا لأنّ الإنسان يريد ويبحث عن الحكي مستخدما الخيال.. الحكي بالكلمات..

- كيف تنظر إلى واقع النقد في العالم العربي؟

واقع النقد متخلف، لسبب بسيط وواضح، أنّ مجتمع المثقفين العرب هو أيضا مجتمع متخلف نتاج واقع متخلف.

- إلى أيّ حدّ تعتبر أنّ تجربتك أخذت حقها من النقد؟

 لم تأخذ حقها كثيرا إلّا فيما كتبه البعض عن بيضة النعامة.

- كيف تجد فكرة تسويق الأعمال الروائية، وهل تبلورت سوق عربية للرواية؟

 توجد سوق عربية للرواية يعرفها الناشرون جيداً لكنهم ينكرونها حتى لا يدفعوا مستحقات المؤلفين.

- هل تحدّثنا عن خيط البداية الذي شكّل شرارة لأحد أعمالك الروائية؟

هي لحظة خاصة في شهر يونيو عام 1982 في بيروت إبّان القصف الإسرائيلي على بيروت.. هذه اللحظة أضاءت لي جدوى حياتي وعدم جدواها أيضا في الوقت ذاته، إذ كنت قد تخليت نهائيا عن فكرة الكتابة.. هذه اللحظة أعادتني من جديد إلى عالمي الأقدم؛ عالم الكتابة.. لحظتها اتخذت قرارا بأنّي إذا عشت فلن أتخلّى مطلقا عن الكتابة.. وقد وفّيت بوعدي لنفسي..

- إلى أيّ حدّ تلعب الجوائز دوراً في تصدير الأعمال الروائية أو التعتيم على روايات أخرى؟

هي لعبة شيطانية بالغة القسوة ومؤذية للغاية..

- كيف تجد واقع ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى؟

هي ترجمات انتقائية من مترجمين لهم علاقات ما بالمؤلفين، عدا تلك الترجمات التي توصي بها هيئات مثل "مؤسسة الثقافة الأوربية" التي أسست مبدأ ترجمة الأعمال الإبداعية التي تعنى بشكل ما بالسيرة الذاتية لكتاب البحر المتوسط، فترجمت لي ولدرويش وعشرات آخرين..

- يعاني المبدع من سلطة الرقابة خاصة (الاجتماعية والسياسية والدينية) إلى أي درجة تشعر بهيمنتها على أعمالك؟ أو هل تحدّ من إيصال رسالتك الإبداعية، وهل أنت مع نسف جميع السلطات الرقابية؟

أنا مع نسف جميع السلطات الرقابية..

- ما هي رسالتك لقرّائك؟

لا تحكم على كاتب من كتاب واحد، ولا تثق في الجوائز، ولا في النقاد الذين يكتبون بأجر من هيئات الجوائز ومن الناشرين.. ثق بذائقتك البسيطة فهي اصدق من كل هؤلاء..

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم