أيام قليلة، ويحتفل العالم العربي بذكرى مرور 104 أعوام على ميلاد واحد من أهم الكتّاب العرب، والعربي الوحيد الحاصل على جائزة «نوبل» للآداب، لكنه عيد مختلف مع إصدار دار «الشروق» عملاً جديداً لنجيب محفوظ، هو الجزء الثاني من أحلام فترة النقاهة «الأحلام الأخيرة».

وبمجرد توافر أحلام نجيب محفوظ الأخيرة في المكتبات، أثار العمل جدلاً كبيراً، حيث هاجمه كثيرون باعتباره أقل كثيراً في المستوى من الجزء الأول، فيما أكد آخرون أنه ليس محفوظياً من الأساس، ومنسوب له، لكن أم كلثوم محفوظ ابنة أديب «نوبل»، التي وجدت مخطوطة العمل، ترد على هذا الهجوم عبر «الاتحاد»، وتكشف أسراراً جديدة عن أبيها، في هذا الحوار.

* في الذكرى الرابعة بعد المئة.. هل حصل محفوظ على التكريم الذي يستحقه في بلده؟

في حياته، حصل نجيب محفوظ على الكثير من الاهتمام والتقدير، ما أسعده بشكل كبير، وبعد وفاته، خصوصاً في عيد ميلاده وذكرى وفاته، ما نزال نجد -نحن بناته - اهتماماً من الإعلام ووزارة الثقافة والمؤسسات الأخرى به.

* منذ سنوات، يتحدث مسؤولون عن إنشاء المتحف الخاص بأديب «نوبل»، لكن ذلك لم يحدث للآن، لماذا؟

سلّمنا الكثير من متعلقات نجيب محفوظ قبل ثورة 25يناير 2011، لوزارة الثقافة، لإنشاء المتحف، إلا أن قيام الثورة عطّل الفكرة، ولا نعرف الآن سبب التأخير، وحسب الاتفاق المبرم بيننا وبين الجهات المسؤولة عن تنفيذ المتحف، من حقنا استرداد مقتنياته، إذا قرروا عدم تنفيذ المتحف.

* هل صحيح أن هناك معلومات مغلوطة تنشر عن نجيب محفوظ؟

بعض ممن كانوا مقربين من الراحل، يقولون معلومات خاطئة عنه الآن، حتى إن بعضهم ادعى أن نجيب كان يعود لهم قبل كتابة الأحلام، بالرغم من أنه لم يشارك ما يكتبه مع أي شخص، ولا يعيد ما يكتبه أبدًا، وتظل أعماله سرية حتى النشر.

الكاتب محمد سلماوي وغيره، قالوا الكثير من المعلومات المغلوطة عن محفوظ، ونجيب كان يكتب دائمًا في منزله، ولا يُطلع أي شخص على ما يكتبه، حتى زوجته وبناته، فيما عدا مرتين، واحدة حكى عن قصة عندما كنا أطفالاً، ومرة أخرى استشرنا في العنوان، ومرة واحدة قال لأصدقائه إنه سيكتب عن الحرافيش، وظنوا أنه سيكتب عنهم، وهو ما لم يحدث.

ومن بين ما ينشر بالخطأ عما يخص محفوظ، هو نشر جريدة «أخبار الأدب» صورة له وهو طفل، لكنها ليست صورته، بل تخص أحد أشقّائه، حيث كان له ثلاثة أشقاء وأربع شقيقات، والفرق بينه وبين أصغر أشقائه 18 عامًا، لذلك كان يشعر بالوحدة، وكان يتعامل معهم بشكل رسمي، وجميعهم تزوجوا وهو طفل.

سلماوي نشر في أحد كتبه بعنوان «المحطة الأخيرة» صورة لوالدة نجيب محفوظ، لكنها لم تكن لها أيضاً، حيث كانت والدته بيضاء البشرة، وعيناها زرقاوان، بينما صاحبة الصورة سيدة سمراء، ولا تشبه جدتي بالمرة.

ومن المعلومات المغلوطة التي نشرت في تقارير صحفية، خلال العام الحالي، ما يخصّ منزليه في الجمالية والعباسية، حيث تم هدمهما، وبالرغم من ذلك نُشرت صور لهما، وهي غير حقيقية بالطبع، والسبب أنه لا أحد يرجع لنا لمعرفة الحقيقة، حتى إن البعض يحاول تشويهنا لعدم كشف المعلومات الخاطئة التي يقولونها باستمرار.

* كيف اختفت «الأحلام الأخيرة لنجيب محفوظ»، طوال تسع سنوات منذ وفاته؟

كانت المسوّدة في المنزل طوال هذه السنوات، لكننا كنا مشغولين، لذلك نسينا أنه كتب «الأحلام الأخيرة»، ووجدنا أوراقاً أخرى، وعقوداً تخصّ الترجمات، بينما نبحث في متعلقاته، وعقود أخرى تؤكد أن أعماله بدأت ترجمتها في الستينيات، ما يعني كذب الجامعة الأميركية في القاهرة، وما تقوله عن أنها السبب في حصول محفوظ على «نوبل»، لأنها بدأت الترجمة في السبعينيات، وترجمت أعمالاً لم تشر إليها الجائزة، لكن ترجمات لبنان لأعمال محفوظ هي السبب، وكان نجيب يتواصل مباشرة مع المترجمين.

وهنا أودّ أن أشير إلى شيء آخر، يخصّ جائزة نوبل، البعض يقول إن نجيب محفوظ حصل عليها بسبب «أولاد حارتنا»، وذلك غير صحيح بالمرة، فقد كانت واحدة من ضمن 5 أعمال أشارت إليها الجائزة، مع الثلاثية وزقاق المدق، وتُرجمت لأربع لغات مختلفة.

* هل يمكن أن تظهر مسودات أخرى لنجيب محفوظ لا يعرف عنها القارئ شيئًا؟

يجوز أن نجد مسودات كتبها في بداية حياته، أو كتابات رغب في عدم نشرها لعدم جاهزيتها، وبعضها كانت ستباع في المزاد العلني الذي أوقفناه، ولم نستردها للآن.

* تساءل بعضهم عن سبب بدء العمل الجديد بالحلم رقم 200، بالرغم من أن أحلام فترة النقاهة انتهت بالحلم 239؟

الأحلام مختلفة، لا يوجد حلم في «الأحلام الأخيرة»مكرر مع «أحلام فترة النقاهة»، ولا أعرف سر الخطأ في ترتيب الأرقام، وعندما راجعت، وجدت أحلاماً تحمل الرقم نفسه، لكنها مختلفة، ولا نعلم من وراء هذا الخطأ.

* البعض شكك في أن يكون العمل محفوظيًا بسبب اختلاف الأسلوب بين العملين، هل هذا وارد؟

بعد الاعتداء الذي حدث ضد نجيب محفوظ، لم يعد يكتب بيده، لتدهور حالته الصحية، وكان الحاج صبري من يساعده، ولكن «الأحلام الأخيرة»لا تختلف أبدًا عن «أحلام فترة النقاهة»، من حيث الأفكار والفلسفة الخاصة بأديب نوبل، وما دفعنا للبحث عن مسودة الأحلام الأخيرة، إلحاح الكثير من الكتاب، ومطالبتنا بالبحث عنها، بالإضافة إلى أن إبراهيم المعلم ناشر كبير، ولن يسيء لنفسه، وكذلك نحن، من المستحيل أن نشوه سمعة والدنا أو سمعتنا، بنشر عمل مزيف، ونسبته إليه، إذا فكّر أي شخص في هذه الشكوك أو الاتهامات، سيجدها بعيدة تمامًا عن الواقع، فما مصلحتنا نحن بنات نجيب محفوظ في نشر عمل مزيف له؟ بالعكس هذا يضر بوالدنا وبنا أيضًا.

* لماذا لم تكتبي مقدمة للأحلام الأخيرة بما أنكِ من وجدتِها؟

لم يرد هذا على ذهني، كان يهمنا نشرها فقط، واستأذنتني دار الشروق أن تكتب سناء البيسي مقدمة هذا العمل، ووافقت طبعًا.

* هل ستشاركين هذا العام في أي من الاحتفاليات المقامة بمناسبة عيد ميلاد نجيب محفوظ؟

«دار الشروق»ستنظم احتفالية خاصة بالكتاب الجديد، وسأشارك فيها، وكذلك وزارة الثقافة ستحتفل بعيد ميلاده بدار الأوبرا، وأيضًا الجامعة الأميركية ستنظم الجائزة السنوية التي تحمل اسم أديب نوبل، وقد كنا مقاطعين للجائزة خلال السنوات الماضية، لكننا سنشارك هذا العام. عن صحيفة الاتحاد

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم