رواية كلارينيت هي محاولتي الأولى في المجال الأدبي، تحتوي على 106 صفحات، استغرفتْ كتابتها قرابة العام ونصف العام، تقديم العمل الأدبي يحتاج إلى جهد كبير لما يبذله الكاتب من سرد أحداث واقعية نشاهدها في حياتنا اليومية وترتيبها في عالم الخيال لتغدو رسالةً إلى العالم. 

تدور أحداثها في السنوات العشر الماضية وتعودُ بالقارئ إلى دروب الحرب ورحلة اللجوء بين سوريا وكُردستان العراق وأوروبا وتروي قصة حبّ بين لاجئين من ديانتين مختلفتين في رحلة الهروب من الحرب ليكونا فيما بعد أمام صعوباتٍ كثيرة. الرواية تقدّم جانباً مهماً عن التعايش مع الثقافات والأديان الأخرى إذ تعيشُ شخصياتها أدواراً صعبةً، كلّ شخصية تحملُ قصة لاجئ مختلف، وأيضاً تُبيّن مدى تأثير الوباء على حياة البشر. 

الرسالة التي أردتُ إيصالها لقارئ روايتي: هي أنّ الحروب تشتعل لتدمر بلدان كاملة وتقتل الناس بحجة الأديان والقوميات والطوائف والجغرافيات، وتبث العنصرية في كلّ مكان، أما الرواية فهي تحملُ فكرة السلام تلك التي فقدناها ونفتقدها بشدة. فالكتابة كانت الوسيلة الوحيدة التي أردتُ تقديم أفكاري وإيصال رسالتي من خلال بثّ ما تؤمن به روحي في عالم (كلارينيت) الذي عاشت فيه شخصيات متعددة ومختلفة، رحلتُ معهم وعبرتُ بهم بلداناً كثيرة لأصل بهم في نهاية المطاف إلى ما يربطهم رغم اختلافهم". 

سبب تسمية روايتي بالكلارينيت، والتي هي آلة موسيقية نفخية، ذلك لأنّ لآلة الكلارينيت دور ورسالة في الرواية، عازف الكلارينيت يعرف كم ينفخ فيها من أحزان وأفراح ويعرف كم تتسع لانكسارات صاحبها وانتصاراته". 

هي محاولة ليست بسهلة أن يعود الكاتب للورق والرواية في عالم يعجّ بالمنصّات والكتب الإلكترونية هنا وعن الصراع بين الواقع والعالم الافتراضي فالواقع الذي نشاهده لا يختلف كثيراً عن العالم الافتراضي، ربما لو لم أعش زمن الحرب والوباء لكنتُ بالغتُ في الخيال حتى أكمّل أحداث روايتي، لكنني عاصرت الاثنين لذلك أعتقد أنّ الرواية واقعية أكثر من أن تكون خيالية، وكل منعطفات حياتنا أصبحت مرتبطة بالعالم الافتراضي، أعتقد أنّه عالمٌ حقيقيٌّ أكثر من كونه افتراضياً فقد نقل مآسينا طيلة الحرب، فأنا حاولت أن أنقل الأحداث من موقف حيادي لم يعيش الحرب حتى أكون منصفةً في الأحداث، أما شخصياتي فهي من رحم الحرب السورية ستراهم مجبولين بالأسى السوري، في عام 2011 بدأتُ بالكتابة ضمن سلسلة قصص قصيرة تحت عنوان “الحبّ في زمن الحرب”، متأثرةً بالحرب السورية كثيراً.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم